الحياة في كندا

بعد أن جرت مراسيم التنصيب وخرج أوباما من المكتب البيضاوي، أصبح التالي رسميا: دونالد ترامب هو الرئيس الجديد الخامس و الاربعين للولايات المتحدة الأمريكية على مدى السنوات الأربع المقبلة. مع سياساته الحمائية والاستراتيجيات المناهضة للهجرة، فلا عجب انه تراكمت ضده معارضة قوية، ليس فقط في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن في جميع أنحاء العالم. فأين كندا في هذا الموضوع؟

صرح رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو انه سيواصل التحدث والدفاع عن الهجرة، والمسلمين والنساء، عند التحدث مع ترامب. امتنع ترودو عموما عن انتقاد المقيم الجديد في البيت الأبيض، لا سيما بالنظر إلى العلاقة الثنائية الفريدة بين الولايات المتحدة وكندا. حاول مستشارو ترودو العمل مع مستشاري ترامب لتعزيز أهمية العلاقات التجارية بين البلدين.

في الحملة الأخيرة في أونتاريو، قال ترودو: "كندا هي بلد مستقل عن الولايات المتحدة الأمريكية وهناك أشياء نعتز بأن لأمريكا لم تعطها الأولوية" وتابع بالقول انه لن نكف عن الدفاع عن ما نؤمن به، بما في ذلك أن الهجرة هي مصدر قوة لكندا بدلا من ضعفها، وأن المسلمين الكنديين قد ساعدوا كندا إلى ما هي عليه اليوم، وستواصل كونها جزءا مهما من نجاح الدولة في المستقبل.

الآن وبعد وصول ترامب الى منصبه، صرح ترودو أنه سوف نضطر إلى العمل معا في "طريقة تفكير بناءة". بالإضافة إلى الدفاع عن حقوق الإنسان، حيث يدرك ترودو أن عليه أيضا التركيز على الآفاق الاقتصادية لكندا في المستقبل.
عندما انتخب ترامب في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2016، كان من السهل لترودو مجاراة ترامب بما أنه لم يكن هناك عواقب حقيقية  لتصريحاته في ذلك الوقت. عندما كان أوباما في البيت الأبيض، كانت الولايات المتحدة لا تزال تحترم المسلمين والأقليات الأخرى، محتفظة بعضويتها مع حلف شمال الأطلسي وغيرها من الهيئات الدولية، ومعترفة بالحاجة إلى استراتيجيات لتغير المناخ. فجأة انتخاب ترامب أصبح حقيقية والعالم يراقب لرؤية ما إذا كان استراتيجيات حملته الانتخابية سوف تنفذ. ربما ترامب لن يلغي اتفاقية النافتا في نهاية المطاف. لمن ان فعل، سوف تتأثر الآلاف من العمالة الوافدة المهنية، من المكسيكيين والكنديين في الولايات المتحدة وكذلك الأمريكيين في الولايات المتحدة والمكسيك.

قبيل مراسيم التنصيب لترامب، عدل رئيس الوزراء ترودو أعضاء الحكومة الكندية. وأصبحت كرستيا فريلاند وزيرة الشؤون الخارجية مسؤولة عن التعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهي صحفية مالية سابقة في نيويورك مع شبكة اتصالات ممتازة مع الأمريكيين. نصب الوزير السابق الكندي للهجرة واللاجئين والمواطنة، جون مكالوم، بمكانة السفير الجديد لدى الصين. بديله هو أحمد حسين، والذي كان نفسه لاجئ سابق لكندا من الصومال التي مزقتها الحرب.

صدر إعلان مؤخرا بشأن تغيير القاعدة المقترحة لبرنامج المهاجر المستثمر الأمريكي (EB-5) و الذي يمكن أن يكون خبر سار لكندا. الاقتراح هو زيادة الحد الأدنى للمتطلبات الاستثمارية لبرنامج الEB-5 من 500,000 دولار أمريكي إلى 1.35 مليون دولار أمريكي . يمكن أن تستخدم كندا هذه الزيادة بمثابة فرصة مثالية لجذب الاستثمارات الرأسمالية الى البلاد من خلال تقديم برنامج الحكومة الكندية للمهاجر المستثمر الجديد في كندا.

انتهى آخر برنامج للحكومة الكندية للمهاجر المستثمر في عام 2014، وكان يطلب من المتقدمين الاستثمار بمبلغ 800,000 دولار كندي من أجل التأهل. الآن بما أن الولايات المتحدة ستضاعف الحد الأدنى للاستثمار، ينبغي على كندا أن تدخل البرنامج الجديد للتنافس مع برنامج المهاجر المستثمر الأمريكي EB-5. إذا كان هناك على سبيل المثال برنامج جديد يحتاج لاستثمارات بقيمة 1 مليون كندي  ، وهذا سيكون هذا محببا للغاية بالنسبة للمستثمرين الدوليين نظرا لأنه سيتضمن شروطا أقل منها مقارنة بالبرنامج الأمريكي ، بالاضافة الى أن كندا ستستفيد بحد كبيرعبر خفض ديون البنية التحتية للبلاد من خلال الاستثمارات الأجنبية .
 
بوجود ترامب كرئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، تجد كندا نفسها في بقعة ضيقة. على كندا المواصلة كمثالا يحتذى به في القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان والدبلوماسية دون الإخلال بجارتها الجنوبية إلى حد قطع جميع العلاقات التجارية. على رئيس الوزراء ترودو أن يعمل على الحفاظ على علاقات اقتصادية قوية بين الدولتين لتحقيق ازدهار كندا في المستقبل. ستكون طريقا طويلا وصعبا.

لمزيد من المعلومات حول برنامج المهاجر المستثمر الأمريكي ، انقر هنا .

لمزيد من المعلومات، يرجى تعبئة نموذج التقييم المجاني الخاص بنا ومعرفة ما إذا كنت مؤهلاً لتقديم طلب.