المملكة المتحدة (بريطانيا)

السبب الذي دفع إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) من بعد الاستفتاء التي تم في شهر حزيران، هو التصور بأن الهجرة لها تأثير سلبي على المملكة المتحدة، بحيث قام السياسيون بإشعار المواطنين بأن الهجرة تشكل ضغوطات على الخدمات الجتماعية وتزيد من معدل البطالة، مما دفعهم إلى الاعتقاد بأن الهجرة أمر سيء والتصويت لمغادرة الاتحاد الأوروبي هي وسيلة لإبعاد المهاجرين. لكن في الواقع، أنه لولا الهجرة لما كانت المملكة المتحدة مركز نفوذ كما هي عليه اليوم.

ينبغي النظر إلى الهجرة من الناحية الايجابية، إذ أنها  تثري المجتمعات وتعزز الاقتصادات بدلا من استنزافها. ان اللاجئين الفارين من الحرب يرغبون بالمساهمة بشكل إيجابي للدولة التي احتضنتهم. حيث أن دافع المهاجرين والعاملين للقيام بذلك هو تحسين وضعهم من أجل مستقبل عائلاتهم.

واحدة من أصل سبعة شركات (14٪) في المملكة المتحدة، يتم تشغيلها من قبل الرعايا الأجانب، و تقوم هذه الشركات بخلق اكثر من أربعة ملايين وظيفة. على الرغم من أن نسبة المهاجرين في المملكة المتحدة (بريطانيا) مرتفعة، إلا أنها لا تزال تعرف بأن لديها ادنى  معدلات البطالة في العالم، وهذا دليل واضح على أن  المهاجرين يساهمون في خلق فرص العمل وإنعاش سوق العمل.

ويعتمد اقتصاد المملكة المتحدة (بريطانيا) على الطلاب الأجانب إذ أن رسوم دراستهم هي في الأغلب أعلى بكثير من المواطنين البريطانيين. بحيث يساهم هؤلاء الطلاب في الاقتصاد البريطاني من خلال تأجير الممتلكات والتسوق محليا. وقد شكل الطلاب ما نسبته 25% من أعداد المهاجرين في عام 2015.

بإمكان المهاجرين الأوروبيين في بريطانيا المطالبة بالإعفاءات الضريبية وغيرها من الخدمات الحكومية عند عملهم في المملكة المتحدة. لكن عليهم العمل على الأقل لمدة ثلاثة أشهر في المملكة المتحدة قبل المطالبة بحقهم في الحصول على تلك الميزات. وهذا ينافي ما يروج له مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي على كون المهاجرين عبء على الاقتصاد.
وقد أدى قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي، إلى وضع الجميع في المملكة المتحدة، وخاصة الشركات، في حالة من عدم اليقين عما سيحصل على أثر ذلك. لكن من الجدير بالذكر أن المفاوضات المتعلقة بخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي، ستبدأ بعد أن يتم دراسة المادة 50 من معاهدة لشبونة بشكل رسمي من قبل المملكة المتحدة. ولحين ذلك لن يتم تنفيذ أي تغييرات وستبقى جميع شروط الهجرة كما هي عليه الآن.

وعندما يحين الوقت، يمكن ان تعقب المفاوضات نتائج مختلفة والتي سيتم مناقشتها أدناه.

السيناريو الاول : أن تنسحب المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي مع البقاء عضو في المنطقة الاقتصادية الأوروبية (EEA) أو في رابطة التجارة الحرة الأوروبية (ايفتا).

الاستمرار كعضو في المنطقة الاقتصادية الأوروبية بعد الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، مشابه لموقف النرويج وآيسلندا. والاتفاقية الأوروبية منفصلة تماماً عن الاتحاد الأوروبي وليست ملتزمة بقوانين الاتحاد الأوروبي، ومع ذلك، فإن حرية التنقل تعتبر ضرورية من أجل استمرارية العضوية في اتفاقية المنطقة الاقتصادية الأوروبية. وعلى هذا الأثر، إن بقيت بريطانيا عضو في المنطقة، سيواصل مواطنو الاتحاد الأوروبي بالحصول على حقوقهم في العيش والعمل بحرية في المملكة المتحدة.  وبالتالي تستمر الشركات في المملكة المتحدة في توظيف مواطني الاتحاد الأوروبي كما هو الحال الآن.

ويوجد احتمال أن تنسحب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي وتنضم إلى رابطة التجارة الحرة الأوروبية (ايفتا)، وهي منظمة مستقلة عن المنطقة الاقتصادية الأوروبية ولكن لا تزال تدعم حرية التنقل.

السيناريو الثاني : انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي والسماح لمواطني الاتحاد الأوروبي الذين يعيشون ويعملون في المملكة المتحدة بالبقاء،

لكن اذا انسحبت المملكة المتحدة من عضوية السوق الأوروبية الموحدة، فلن يكون لمواطني الاتحاد الأوروبي القدرة على التنقل بحرية و العمل في المملكة المتحدة. وفي ظل هذا السيناريو، سيكون لدى مواطني الاتحاد الأوروبي الذين يعيشون ويعملون في المملكة المتحدة خيارات مختلفة.

يتمثل أحد الخيارات في السماح لمواطني الاتحاد الأوروبي بالبقاء بشكل دائم في المملكة المتحدة، و يمكن أن تطبق الحكومة شروط على على طول مدة الإقامة من أجل السماح لهم بالبقاء. وقد أشارت الحكومة إلى أن مواطني الاتحاد الأوروبي  الذين يعملون  في المملكة المتحدة يجب السماح لهم بالبقاء بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي. وقد صدر اعلان حديث عن الحكومة مقراً بأن مواطني الاتحاد الأوروبي الذين أقاموا مدة تزيد عن الخمس سنوات في المملكة المتحدة، لهم الحق في الحصول على الإقامة الدائمة البريطانية.

السيناريو الثالث : ان تطبق المملكة المتحدة نظام قائم على النقاط لمواطني الاتحاد الاوروبي

على الرعايا الأجانب من هم خارج المنطقة الاقتصادية الأوروبية، اتباع نظام قائم على النقاط عند رغبتهم في الهجرة إلى المملكة المتحدة. ويجب أن يكونوا تحت رعاية رب العمل وأن يقوموا بتلبية معايير محددة قبل أن يتم قبولهم للعمل من المملكة المتحدة. إذا اضطرت المملكة المتحدة الانسحاب تماماً من السوق الأوروبية الموحدة، فإن النظام الحالي سوف ينطبق على جميع العاملين في المملكة المتحدة بغض النظر عن كونهم من الدول التي تملك العضوية في السوق الأوروبية الموحدة أم لا. وبعبارة أخرى، في ظل هذا السيناريو، ستكون هناك حاجة لأرباب العمل رعاية الموظفين بما في ذلك مواطني الاتحاد الأوروبي، وبالتالي سوف يصبح الحصول على تأشيرة عمل ضرورة من أجل السماح لهم بالعمل. لكن، أمر تطبيق هذا النظام على مواطني الاتحاد الأوروبي أم لا، هو قرار يتعين القيام به في هذا السيناريو. وينبغي على أرباب العمل في المملكة المتحدة البقاء على اطلاع حول المفاوضات المتعلقة بخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، لمعرفة ما إذا كان على موظفيهم الحصول على تأشيرة عمل أم لا.

تأثير خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي بالنسبة للمستثمرين من خلال برنامج تأشيرة الفئة الأولى للمستثمر

بإمكان المستثمرين وأصحاب الأعمال مواصلة تقديم طلباتهم من خلال برنامج تأشيرة الفئة الأولى للمستثمر من أجل الهجرة إلى المملكة المتحدة (بريطانيا). حيث أنه لم يتم حتى الآن مناقشة أي تغييرات على البرنامج، بالتالي فإنه من المرجح أن يظل الحال كما هو عليه حتى بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي. إن المستثمرين وأصحاب الأعمال يندرجون تحت فئة المهاجرين المرحب بهم، لما يقدمونه من مساهمات لصالح الاقتصاد البريطاني من خلال استثماراتهم.

تعد المملكة المتحدة (بريطانيا) واحدة من اعظم الامبراطوريات في العالم، لذلك يجب أن تتغير الفكرة السلبية إزاء المهاجرين والمحاولة في فهم المساهمة الإيجابية التي تأتي عن طريقهم.

للمزيد من المعلومات حول برنامج تأشيرة بريطانيا للفئة الأولى للمستثمر، الرجاء النقر هنا.

لمعرفة ما إذا كنت مؤهلاً للتقديم بطلب على أي من برامج هجرة رجال الأعمال المتوفرة لدينا، يرجى تعبئة استمارة التقييم المجانية الخاصة بنا.