يمثل فوز فرنسا المثير بنتيجة ( 4-2) في كأس العالم على كرواتيا انتصارا لأفريقيا والمهاجرين في كل مكان.
إن نجاح الفريق الفرنسي جدير بالملاحظة وبشكل خاص من ناحية المشاعر المعادية للمهاجرين ، وخاصة ضد المهاجرين ذوي الأصول الأفريقية التي أدت الى تعكير صفو المجتمع الفرنسي خلال العقدين الماضيين، حيث عصفت الاضطرابات العرقية والحضرية بمشاريع الاسكان في الضواحي خارج باريس في عام 2005 في أعقاب وفاة مراهقين صعقا بالكهرباء في محطة فرعية بعد أن طاردتهما الشرطة. وفي الشهر الماضي ، اندلعت أعمال شغب في مدينة نانت الفرنسية ، على بعد ساعتين من باريس ، بعد أن أطلق النار على مهاجر غيني صغير وقتل بعد أن أوقفته الشرطة.
تضارب الآراء حول وحشية الشرطة والعدالة العرقية والفرص الاقتصادية شكل مناقشات في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة بخصوص من يستحق الحق في أن يكون مواطناً، حيث يعتبر المهاجرون ذوو الجذور الأفريقية جزء أساسي من مكونات المجتمع الفرنسي ، ولا سيما في المناطق التي تتطلب عملاً شاقاً علما أنه في بعض الأحيان تكون أجورالعمالة متدنية الدخل وخطرة.
فكثير من هؤلاء المهاجرين - والمواطنين - مرتبطون بفرنسا وبالماضي الاستعماري الأكبر للاتحاد الأوروبي.
يضم المنتخب الفرنسي الفائز ببطولة كأس العالم ما لا يقل عن 15 لاعباً لهم جذور إفريقية ، بما في ذلك المهاجم الحيوي كايليان مباباي البالغ من العمر 19 عاماً ، والذي ينحدر من أم جزائرية وأب كاميروني. ويخدم تشكيل الفريق الأفريقي بالكامل شوطا بعيدا نحو مساعدة العالم - بما في ذلك مشجعو كرة القدم الأوروبيين الذين رددوا شعارات عنصرية قبيحة ضد لاعبين سود - يعيدون تصور أكثر الرياضات شعبية على هذا الكوكب وما يعنيه أن يكون مواطنا.
كان الجدل الأخطر في فرنسا حول الهجرة متوقعاً للنقاش الأميركي المعاصر حول الهجرة ، وهو الجدل الذي يعتبر السكان الأشد ضعفاً كبش الفداء كاللصوص والمغتصبين والقتلة. حيث جاء قرار المملكة المتحدة بمغادرة الاتحاد الأوروبي ، والذي أصبح يعرف شعبياً باسم "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي" ، في أعقاب حملة كراهية الأجانب العنصرية التي شوهت سمعة الهجرة على أنها تبدد الهوية البريطانية النقية.
إن فخر الولايات المتحدة الأمريكية في جذورها وتاريخها المهاجر منذ زمن طويل كأعظم بوتقة انصهار في العالم اتخذ تحويلة جذرية خلال الانتخابات الرئاسية عام 2016.حيث أصبح استنكار الرئيس دونالد ترامب اللاذع للمهاجرين بشكل متزايد السمة المميزة لانتخابه الرئاسي المذهل - وهو نصر شكّل انتكاسة حاسمة لأولئك الذين جادلوا بأن التنوع العنصري والعرقي والديني عزز ، بدلاً من الإضرار بالديمقراطية أو تعطيلها.
يقدم التنوع العرقي لفريق كأس العالم في فرنسا دروسا أخرى وأكثر تفاؤلا حول الهجرة والعولمة والمواطنة. وبينما سيحظى الفريق بأكمله بالإشادة كأبطال في فرنسا ، فإن أولئك المنحدرين من أصل أفريقي ما زالوا يواجهون التمييز العرقي على أساس لون بشرتهم. حيث أن عدد لا يحصى من المهاجرين الأفارقة ، بما في ذلك أولئك الذين يفرون من مناطق الحرب، يواجهون احتمالات مروعة في دخول فرنسا لأنفسهم ولأسرهم.
ينبغي أن يمتد احتضان الشعب الفرنسي القوي للرموز الرياضية الإفريقية إلى أعداد كبيرة من المهاجرين من مختلف أنحاء إفريقيا والكاريبيين الذين يبحثون عن ملجأ ضد الكوارث سواء من صنع الإنسان أوالطبيعة في بلدهم الأصلي. ويمكننا أن ننظر إلى الدعم الفرنسي الى مباباي وزملائه في الفريق الفرنسي للاحتذاء بها. فمن ضاحية بونابي الباريسية وما حولها ، عمد المواطنون الفرنسيون - الشباب والشيوخ - إلى تعليق لافتات كرة القدم الفرنسية بفخر ، وارتدوا قمصان مباباي وصاحوا بعبارات التشجيع للاعبي الفريق الفرنسي.
باختصار ، يذكرنا أبطال كأس العالم بكل ذلك ، ففي عصر العولمة ، يمثل التنوع العرقي والديني قوة ثابتة ومستمرة على جميع مستويات المجتمع ، و التي تبني جسور ثقافية وسياسية داخل البلدان والدول والأحياء وفيما بينها.
بالنسبة للملايين من مشجعي كرة القدم في جميع أنحاء العالم ، فإن أفريقيا ، في الواقع ، فازت بكأس العالم! هذا أكثر من مجرد تمني. حيث يمثل تشكيل الفريق الفرنسي استجابة قوية ضد بناء الجدران ومراكز الاحتجاز لاعتقال السكان المهاجرين وتجريدهم من إنسانيتهم.
ان الجدل العالمي حول الهجرة هو قضية حقوق الإنسان في عصرنا. كيف لنا أن نعامل النساء والرجال والأطفال والأسر الذين يخاطرون بحياتهم من أجل الفرص التي تزدهر في المجتمع الغربي؟ إن تاريخ الغرب الطويل في الغزو يجعل هذه القضية حساسة بشكل خاص ، لأن العديد من المهاجرين من إفريقيا وأجزاء أخرى من العالم النامي يسعون إلى العودة إلى بلد ابتكر استغلال أجدادهم أثناء العبودية وعواقبها الوحشية.
لم يعد بإمكاننا التظاهر بأن المهاجرين الذين يدخلون إلى أي دولة على وجه الأرض ليسوا مواطنين متشابهين يبحثون عن فرصة للنجاح وأن يصبحوا مواطنين في مجتمع عالمي أعيد تصوره. حيث يوضح فريق فرنسا في كأس العالم للجميع كيف أن الهجرة ، في أفضل حالاتها ، تحمل المفتاح لمستقبل محرّر وأكثر إنسانية لنا جميعاً.
حقائق:
• هاجر والد أنطوان جريزمان من ألمانيا ، ووالدة المهاجم الفرنسي من البرتغال.
• وصل والدا بول بوجبا من غينيا.
• والد كايليان مباباي من الكاميرون ، و أمه من الجزائر.
المصدر: موقع CNN
إن نجاح الفريق الفرنسي جدير بالملاحظة وبشكل خاص من ناحية المشاعر المعادية للمهاجرين ، وخاصة ضد المهاجرين ذوي الأصول الأفريقية التي أدت الى تعكير صفو المجتمع الفرنسي خلال العقدين الماضيين، حيث عصفت الاضطرابات العرقية والحضرية بمشاريع الاسكان في الضواحي خارج باريس في عام 2005 في أعقاب وفاة مراهقين صعقا بالكهرباء في محطة فرعية بعد أن طاردتهما الشرطة. وفي الشهر الماضي ، اندلعت أعمال شغب في مدينة نانت الفرنسية ، على بعد ساعتين من باريس ، بعد أن أطلق النار على مهاجر غيني صغير وقتل بعد أن أوقفته الشرطة.
تضارب الآراء حول وحشية الشرطة والعدالة العرقية والفرص الاقتصادية شكل مناقشات في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة بخصوص من يستحق الحق في أن يكون مواطناً، حيث يعتبر المهاجرون ذوو الجذور الأفريقية جزء أساسي من مكونات المجتمع الفرنسي ، ولا سيما في المناطق التي تتطلب عملاً شاقاً علما أنه في بعض الأحيان تكون أجورالعمالة متدنية الدخل وخطرة.
فكثير من هؤلاء المهاجرين - والمواطنين - مرتبطون بفرنسا وبالماضي الاستعماري الأكبر للاتحاد الأوروبي.
يضم المنتخب الفرنسي الفائز ببطولة كأس العالم ما لا يقل عن 15 لاعباً لهم جذور إفريقية ، بما في ذلك المهاجم الحيوي كايليان مباباي البالغ من العمر 19 عاماً ، والذي ينحدر من أم جزائرية وأب كاميروني. ويخدم تشكيل الفريق الأفريقي بالكامل شوطا بعيدا نحو مساعدة العالم - بما في ذلك مشجعو كرة القدم الأوروبيين الذين رددوا شعارات عنصرية قبيحة ضد لاعبين سود - يعيدون تصور أكثر الرياضات شعبية على هذا الكوكب وما يعنيه أن يكون مواطنا.
كان الجدل الأخطر في فرنسا حول الهجرة متوقعاً للنقاش الأميركي المعاصر حول الهجرة ، وهو الجدل الذي يعتبر السكان الأشد ضعفاً كبش الفداء كاللصوص والمغتصبين والقتلة. حيث جاء قرار المملكة المتحدة بمغادرة الاتحاد الأوروبي ، والذي أصبح يعرف شعبياً باسم "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي" ، في أعقاب حملة كراهية الأجانب العنصرية التي شوهت سمعة الهجرة على أنها تبدد الهوية البريطانية النقية.
إن فخر الولايات المتحدة الأمريكية في جذورها وتاريخها المهاجر منذ زمن طويل كأعظم بوتقة انصهار في العالم اتخذ تحويلة جذرية خلال الانتخابات الرئاسية عام 2016.حيث أصبح استنكار الرئيس دونالد ترامب اللاذع للمهاجرين بشكل متزايد السمة المميزة لانتخابه الرئاسي المذهل - وهو نصر شكّل انتكاسة حاسمة لأولئك الذين جادلوا بأن التنوع العنصري والعرقي والديني عزز ، بدلاً من الإضرار بالديمقراطية أو تعطيلها.
يقدم التنوع العرقي لفريق كأس العالم في فرنسا دروسا أخرى وأكثر تفاؤلا حول الهجرة والعولمة والمواطنة. وبينما سيحظى الفريق بأكمله بالإشادة كأبطال في فرنسا ، فإن أولئك المنحدرين من أصل أفريقي ما زالوا يواجهون التمييز العرقي على أساس لون بشرتهم. حيث أن عدد لا يحصى من المهاجرين الأفارقة ، بما في ذلك أولئك الذين يفرون من مناطق الحرب، يواجهون احتمالات مروعة في دخول فرنسا لأنفسهم ولأسرهم.
ينبغي أن يمتد احتضان الشعب الفرنسي القوي للرموز الرياضية الإفريقية إلى أعداد كبيرة من المهاجرين من مختلف أنحاء إفريقيا والكاريبيين الذين يبحثون عن ملجأ ضد الكوارث سواء من صنع الإنسان أوالطبيعة في بلدهم الأصلي. ويمكننا أن ننظر إلى الدعم الفرنسي الى مباباي وزملائه في الفريق الفرنسي للاحتذاء بها. فمن ضاحية بونابي الباريسية وما حولها ، عمد المواطنون الفرنسيون - الشباب والشيوخ - إلى تعليق لافتات كرة القدم الفرنسية بفخر ، وارتدوا قمصان مباباي وصاحوا بعبارات التشجيع للاعبي الفريق الفرنسي.
باختصار ، يذكرنا أبطال كأس العالم بكل ذلك ، ففي عصر العولمة ، يمثل التنوع العرقي والديني قوة ثابتة ومستمرة على جميع مستويات المجتمع ، و التي تبني جسور ثقافية وسياسية داخل البلدان والدول والأحياء وفيما بينها.
بالنسبة للملايين من مشجعي كرة القدم في جميع أنحاء العالم ، فإن أفريقيا ، في الواقع ، فازت بكأس العالم! هذا أكثر من مجرد تمني. حيث يمثل تشكيل الفريق الفرنسي استجابة قوية ضد بناء الجدران ومراكز الاحتجاز لاعتقال السكان المهاجرين وتجريدهم من إنسانيتهم.
ان الجدل العالمي حول الهجرة هو قضية حقوق الإنسان في عصرنا. كيف لنا أن نعامل النساء والرجال والأطفال والأسر الذين يخاطرون بحياتهم من أجل الفرص التي تزدهر في المجتمع الغربي؟ إن تاريخ الغرب الطويل في الغزو يجعل هذه القضية حساسة بشكل خاص ، لأن العديد من المهاجرين من إفريقيا وأجزاء أخرى من العالم النامي يسعون إلى العودة إلى بلد ابتكر استغلال أجدادهم أثناء العبودية وعواقبها الوحشية.
لم يعد بإمكاننا التظاهر بأن المهاجرين الذين يدخلون إلى أي دولة على وجه الأرض ليسوا مواطنين متشابهين يبحثون عن فرصة للنجاح وأن يصبحوا مواطنين في مجتمع عالمي أعيد تصوره. حيث يوضح فريق فرنسا في كأس العالم للجميع كيف أن الهجرة ، في أفضل حالاتها ، تحمل المفتاح لمستقبل محرّر وأكثر إنسانية لنا جميعاً.
حقائق:
• هاجر والد أنطوان جريزمان من ألمانيا ، ووالدة المهاجم الفرنسي من البرتغال.
• وصل والدا بول بوجبا من غينيا.
• والد كايليان مباباي من الكاميرون ، و أمه من الجزائر.
المصدر: موقع CNN